الجمعة، 1 يوليو 2011

(كلنا بدرجة امتياز ،حقيقة أم خيال؟!)

كلنا بدرجة امتياز ،حقيقة أم خيال؟!)
* وهف علي القحطاني *
(كلنا بدرجة امتياز ،نحن المعلمون) لماذا،لأننا مبدعون، ناجحون،متميزون،نتطلع إلى مستقبل مشرق،نصنع العجائب،نطور،نبتكر،نتطلع إلى التجديد،نقيم أنفسنا لنغير من واقعنا، إلى غير ذلك من صفات التميز والإبداع والعطاء ألا محدود الذي قدمناه للآخرين.

وقد بنيت هذا على محك أساسي يمكن الرجوع إليه وهو تقييم الأداء الوظيفي الذي يحرر لكل معلم نهاية كل عام دراسي.

إلا أن واقع الحال يخالف ذلك كثيراً،فهناك فئة من المعلمون متسيبون،مهملون،لا يحملون أمانة المهنة،غير مكترثين بتعليم الطلاب،لا يخافون الله فيما استرعاهم الله عليه،وقد أصبحت المهنة بالنسبة لهم أماناً مادياً ومعنوياً ،فهم سيحصلون على رواتبهم نهاية كل شهر بغض النظر عن أدائهم السيئ إلى جانب التقدير المتميز نهاية العام الدراسي،و قد نجد بعضهم يوماً من الأيام يتبوأ مسؤولية إشرافية على التعليم.

وما دام هذا واقع الحال في تقييم المعلم فكيف نتصور مستقبل طلابنا الذين هم طلائع المستقبل،بل كيف نتصور مستقبل البلاد برمته إذا لم يكن أبناؤها جديرين بالنهوض بها.

إننا نحتاج إلى أن نجعل من تقييم الأداء الوظيفي شرارة تغيير وتعديل في سلوك ونهج كثير من المعلمين من خلال إعطاء كل ذي حق حقه حتى ينال المتميز تميزه وينتبه المقصر فيحسن من وضعه،وهذا لاشك لن يتأتى إلا بأمور منها:
1- تفعيل دور المشرف التربوي المنسق الذي لا يتعدى دوره (دور الوسيط بين المكتب والمدرسة في تعبئة البيانات).

2- التأكيد على مدراء المدارس بالحيادية والدقة في تقييم الأداء الوظيفي.

3- أن يكون لمشرفي المواد رأي واضح أثناء الإطلاع على تقييم الأداء الوظيفي للمعلم نهاية العام الدراسي.
 
4- استحداث رتب المعلمين التي تؤهل المعلم المتميز أن يشرف على أداء زملائه في مدرسته ويعمل على تقويم أدائهم.

5-  أن يسري ذلك على مدراء المدارس والمشرفين عند تقييم أدائهم.

وتأسيساً على ما سبق فإن المدارس وخصوصاً الابتدائية منها تغص بفئة من المعلمين الذين ينتظرون من يوجههم و يرشدهم،ويأخذ بأيديهم- وعلى أيديهم -،ويبصرهم بأمانتهم،ويقيم أدائهم،ويختار لهم ما يناسبهم من أساليب إشرافية تساعدهم لإيفاء الطلاب حقوقهم،وبالتالي القضاء على ثقافة التميز المصطنعة للجميع وإعادة أهمية التقييم إلى مصبه الصحيح،وإذا لم يفعل ذلك فأبناؤنا بلا تعليم حقيقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق